للعام الثاني على التوالي وفي نسخته الثانية التي حملت عنوان ” استعادة الدولة: منهجيّة مبنيّة على البحث”، أطلقنا نحن شبان وشابات برنامج “الشباب للحوكمة “Youth4governance تقريرنا حول دراسة ميدانية لتحديد معايير الفقر الناتجة عن الأزمات في لبنان، تحت عنوان “ أزمات لبنان: سقوط سريع نحو أشكال جديدة من الفقر”.
استندت الدراسة الميدانية على جمع المعلومات الكمّية والنوعيّة، بهدف كشف مدى تأثير الأزمة على الأسر اللبنانيّة والمعايير الجديدة للفقر، وتطرّقت الى كيفية استجابة الدولة لهذه الأزمة من خلال دراسة برامج المساعدات الاجتماعية. أفضت هذه الدراسة إلى إنجاز تقرير يتضمّن مقابلات مباشرة على الأرض مع ١٣٢٨ مستجيب في ١٨ قضاء.
بيّنت الدراسة أن الازمة الاقتصادية والمالية في لبنان انعكست سلباً على عدة قطاعات، حيث تأثّر حوالي ٧٥٪ من المستجيبين بعدم إمكانية تأمين المواصلات، ٧٢٪ بعدم إمكانية تأمين الطاقة الكهربائية، ٦٨٪ بعدم إمكانية تأمين الغذاء، ٤٨٪ بعدم إمكانية تأمين التعليم، ٨٨٪ بعدم امكانية تأمين الطبابة والادوية في ظلّ عدم وجود أي تغطية صحية للأكثرية بينهم.
أما بالنسبة للمسجّلين على شبكة دعم للحماية الاجتماعية والذين استفادوا من المساعدات، اعتبر أكثر من نصف عددهم أن البرنامج عادل، بينما حوالي 72% من المسجلين غير المستفيدين اعتبروا أن توزيع المساعدات لم يكن عادلاً. من الجدير ذكره أنّ ٥٨٪ من المستفيدين اعتبروا أن وضعهم المالي تحسّن بعد تلقيهم المساعدة.
بحسب نتائج الدراسة، تمكّن برنامج أمان من الوصول الى الفئة الاكثر فقراً بطريقة فعّالة. كما تبيّن ان التسجيل للاستفادة من برنامج أمان، المعايير المستخدمة وتوزيع المساعدات المالية بطريقة ممكننة ورقمية دون أي تدخل بشري، آلية أثبتت فعاليتها. على الرغم من ذلك، يتطلّب الأمر مراجعة لطريقة وصول الناس للتسجيل عبر الوسائل التكنولوجية، وللمعايير المستخدمة من أجل اختيار العائلات المحتاجة للمساعدة، كل ذلك من أجل تعزيز ثقة المجتمع في برامج المساعدات المقدمة من الدولة.
يمكنكم الاطلاع على التقرير الكامل “أزمات لبنان: سقوط حرّ نحو أشكال جديدة من الفقر” باللغة الانكليزية على الرابط التالي: